لما اختط عقبة بن نافع المدينة أقام بوسطها المسجد ثم أسس دار الإمارة بجانبه واختط السماط الأعظم وبعده شهدت المدينة محطات تاريخية هامة مبادرة محمد بن الأشعث الخزاعي : وهو أول قائد دخل المدينة للعباسيين وقام بتحصينها حيث طوقها بسور من طوب سمكه عشرة أذرع وذلك سنة 144 هـ 762 م وأصبحت المدينة تشتمل على ستة أبواب
.تولى يزيد بن حاتم ( 144 هـ - 762 م ) توسيع جامع عقبة بن نافع وفي ذلك دللالة على إتساع المدينة وتوافد الناس لتعميرها، وقد أمنت وإستطاب العيش فيها
يعود إلى بني الأغلب (184-296 هـ/800-990 م) شرف تأهيلها لتصبح إحدى أمهات العواصم الإسلامية وتبلغ أوج حضارتها وسؤددها، حيث قام زيادة الله الأول منذ سنة 221 هـ بإعادة جامعها بما يتلاءم ومنزلة عاصمته الروحية والسياسية وقام بتوسيع بيت الصلاة وجعل لها محرابها من الرخام المخرم وكلف أبو إبراهيم أحمد خــادمه خلف الفتى (246 هـ) ببناء البركة .فكانت من أعظم المنشآت المائــية في الإسلام ويبدو جليا من خلال المصادر التــاريخية
كانت القيروان محل إهتمام الحسينيين الذين أرادو تدارك الإهمال الذي لقيته المدينة في عهد الولاة العثمانيين قام حسين بن علي بإعادة بناء سور المدينة وإهتم بها إهتماما خاصا وبنى المدرسة الحسينية وحفظ البايات من بعده للقيروان موقعها من الفتنة الباشية يذكر الرحالة الفرنسي " دي فونتان " الذي رأى القيروان سنة 1784م أنها أعظم مدن الأيالة بعد تونس وأنها أحكم بنيانا وأقل أوساخا
ساهمت القيروان في تركيز مقومات النهضة الفكرية والعلمية بالبلاد وكان لها أثر في المجالات التالية نشر المعارف الطبية بفضل عدد من العلماء البارزين في الميدان أبرزهم إسحاق بن عمــران الوارد من بغداد وإسحاق بن سليمان الواصل من مصر وعلي بن اسحاق بن عمران ودوباش بن تميم بلغت المدرسة الطبية الإفريقية نضجها في العهد الفاطمي في أيام صنهاجة على يدي أحمد بن الجـزار المتوفي سنـة 369 هـ وقد ألف في مختلف العلـوم
ولعل من أبـرز إسهامات القــيروان في الحضارة العربية المغربية دورها الديني والروحي في ترسيخ العقيدة الإسلامية بالمغرب الإسلامي فبرز سحنون بن سعيد التنوخي (240 هـ) المؤسس الأول لمدرسة الفقه المالكي بإفريقية وأبرز علم في المعرفة الدينية بالمغرب الإسلامي قاطبة وقد واصل تلاميذه إنضاج هذا المذهب بالتبحر في أبوابه وتفسير أقوال من تقدم فكانت مؤلفات
محمد بن سحنون (255 هـ) في البيوع
يحي بن عمر (289 هـ) في احكام السوق
محمد بن عبدوس (260 هـ) في تفاسيره